تامر عبد الحميد (أبوظبي)
مسيرة إعلامية طويلة لأكثر من 17 عاماً، حققت من خلالها الإماراتية شمس السعدي العديد من الإنجازات في مجال تقديم البرامج التلفزيونية عبر شاشة تلفزيون أبوظبي، حيث قدمت العديد من البرامج الاجتماعية والأسرية والمنوعة وكان آخرها برنامج «زهور العمر»، إلى أن قررت الانتقال من أمام الشاشة إلى خلف الميكروفون لاكتساب خبرات إعلامية في مجال مختلف، ورغم أن التجربة محفوفة بالمخاطر، إلا أنها سعت بأن تكون لها بصمتها الخاصة في البرنامج الإذاعي الشهير «أحلى صباح» الذي يبث عبر إذاعة «إمارات إف إم»، وكان التحدي عنوانها، خصوصاً أن هذا البرنامج قدمه في السابق نخبة من إعلاميي الإذاعة المخضرمين.
مهارات وخبرات
وحول انتقالها من التلفزيون إلى الإذاعة لتقديم «أحلى صباح» على إذاعة إمارات إف إم، قالت شمس في حوارها مع «الاتحاد»: بعد التخرج من دراسة الإعلام، كان هدفي مجال التقديم، وبالفعل التحقت به وعملت فيه أكثر من 17 عاماً، إلا أنه في أحد الأيام عرض عليّ من قبل «أبوظبي للإعلام» الانتقال إلى الإذاعة لتقديم أحد البرامج الإذاعية، فعشت فترة من القلق والتوتر حيال هذه التجربة، لكن بعد أن تعمقت، وبدأت تقديم برنامج «أحلى صباح»، وجدت أن الإذاعة أفضل شيء حدث لي خلال مسيرتي الفنية، حيث ظهرت لديَّ مهارات إعلامية كانت دفينة، إلى جانب ظهور صفات جديدة في شخصيتي لم تظهر في التلفزيون سابقاً، بحكم العمل السريع والضغط والتوتر اليومي الذي نتعرض له خلال تقديم البرامج التلفزيونية، من حيث الإعداد وتسليم المواد والتصوير واختيار الضيوف، فكل هذه الأمور العملية كشفت الوجه الآخر من شخصيتي، وعن مميزات وصفات، وأصبحت أقرب للقلب.
وتابعت: عبد الله أحمد الزعابي، المدير التنفيذي للإذاعة، ساعدني كثيراً على خوض هذه التجربة الجديدة عليّ، وبنصائحه ومتابعته الدائمة لي، استطعت أن أقدم «أحلى صباح» بجودة كبيرة، ضمن بيئة عمل مليئة بالإيجابية والدافع لكسر كل الحواجز، وهذا ما أعطاني الثقة بالنفس لاكتساب مهارات وخبرات جديدة في عالم الإعلام.
احتكاك مباشر
وأشارت السعدي إلى أن الشكل والأداء وطريقة الحوار أمام التلفزيون، مختلفة عن الإذاعة كلياً، ففي الإذاعة يجب أن تكسب قلوب المتابعين من خلال الصوت فقط، وهذا ما يصعب الأمر على مقدم الإذاعة، وقالت: اعترف أنني في بداية الحلقات كنت أقدم البرنامج بطريقة تلفزيونية، لكن مع الاحتكاك المباشر مع الجمهور، والملاحظات السديدة التي كان يوجهها إليّ عبد الله الزعابي، إلى جانب توجيهات المخرج ثروت مصطفى، الذي كان له دور كبير في أن أطور من نفسي حتى وصلت إلى هذه المرحلة، حيث أصبحت لديّ القدرة على الأداء الصوتي، لدرجة أن المستمع أصبح يعلم من خلال صوتي إذا كنت سعيدة أو حزينة أو غاضبة، وأتقنت كيفية التحدث مع الجمهور عبر الصوت، وطريقة الإصغاء وقياس ردود الأفعال.
مجلة منوعة
ولفتت إلى أن أهم ما يميز برنامج «أحلى صباح»، أنه مجلة منوعة، يقدم للمستمعين العديد من الفقرات المعلوماتية، منها فقرة «دراسات»، التي تستعرض آخر الدراسات الحديثة من مصادر موثقة، وفقرة «صحصح ويانا» التي تقدم معلومات وأسئلة مفيدة للمستمعين، إلى جانب إضافة فقرة جديدة خاصة للأطفال، هدفها أن يرتبط الأطفال بإذاعة إمارات إف إم، من خلال طرح أسئلة تربوية خفيفة، وفقرة «من حياتنا» التي تستعرض تجارب واقعية وأموراً تلامس الحياة.
انسجام كبير
قدم «أحلى صباح» في السنوات الأخيرة العديد من المذيعين، من بينهم راشد عتيق وبدور أحمد وفوزية القاضي وفاطمة خليفة وإيمان محمد، وحول تقديمها البرنامج مع الإعلامي محمد الجنيبي قالت السعدي: فرق العمر بيني وبين الجنيبي خلق جواً من المرح والسعادة والألفة بيننا، وبكل تأكيد لا تخلو المشاكسات أيضاً بيننا، وهذا الانسجام الكبير كان واضحاً خلال تقديمنا للبرنامج، ومدى رضا المستمعين عن هذا «الدويتو»، موضحة أنه في الفترة المقبلة ستحل الإعلامية أمل الرميثي بديلة عن الجنيبي، لا سيما أنه التحق مؤخراً بالخدمة الوطنية.
رونق خاص
أكدت الإعلامية الإماراتية شمس السعدي أن الإذاعة تحافظ على مكانتها في الوسط الإعلامي، ولا تزال لديها متابعة جماهيرية كبيرة جداً في جميع أنحاء الوطن العربي، ولم تتأثر بالـ «سوشيال ميديا» أو مواقع التواصل والوسائل الإعلامية الأخرى، التي طورت من نفسها في الفترة الأخيرة لكي تواكب العصر التكنولوجي الذي نعيش فيه، إنما الإذاعة كما تعتقد لا يوجد منافس لها وعرشها لن يستطيع أن يمسه أحد.